تقديم/ الشاعر علوان
مهدي الجيلاني
إذا كان السماع والشعر وجهين
فنيين لتجربة المسمع/الشاعر عبد الرحمن بكيرة، فإن لهذا المبدع الكبير وجهين فنيين
داخل تجربته الشعرية نفسها:وجه
منها: يعبر عنه اشتغاله المباشر على نصوص شعرية لشعراء آخرين تشطيراً (تعجيزاً
وتصديراً) أو تخميساً وتسبيعاً... كما في هذين المجموعين اللذين نشتغل بمقاربتهما
((الوشي والتزهير في التعجيز والتصدير))، و((قلائد الدر النفيس في فن التخميس))والوجه
الثاني: يعبر عنه ديوانه الشعري (المخطوط) الذي أبدع قصائده بعيداً عن الانشغال
المباشر بنصوص الآخرين..ولذلك فإن مقاربة تجربة متميزة ومتنوعة مثل تجربة بكيرة
تقتضي أن نتعامل معها وفي ذهننا كل العوامل المؤثرة فيها، والموجِّهة لها، مع
المحاولة – قدر الإمكان- أن تكون المقاربة موضوعية ومنهجية، ومؤسسة على معرفة وعلم
بعيداً عن الارتجال والاستعجال أو الأحكام المسبقة والجاهزة سواء كانت تلك الأحكام
إيجابية السياق أو سلبية، وهذا ما سنحاول أن نمتثل له في اقترابنا المتنوع الزوايا
والمحدد بجزء واحد من تجربة بكيرة الشعرية، ألا وهو اشتغاله على التشطير والتخميس
والتسبيع مع التأكيد أن هذا الاقتراب المتنوع الزوايا –كما أسلفت- سيتنوع أكثر
بحكم أن الاشتغال على بكيرة الشاعر سيقودنا دائماً إلى الاشتغال على بكيرة المسمع.
***
التشطير: مصدر من شطر الشيء، تشطيراً أي نصّفه، وكل ما نُصّفَ فقد شطر ومن هنا جاءت التسمية.
***
التشطير: مصدر من شطر الشيء، تشطيراً أي نصّفه، وكل ما نُصّفَ فقد شطر ومن هنا جاءت التسمية.
المقصود بـ(التشطير): أن يعمد
الشاعر إلى أبيات مشهورة لشاعر آخر (مشهور غالباً) فيقسم أبياتها إلى شطرين، يضيف
إلى كل منهما شطراً من عنده، مراعياً تناسب اللفظ والمعنى، بين الأصل والفرع،
ومبتعداً عن التكلف والحشو.. في التركيب.
أما (التخميس) فيقصد به أن يأخذ
الشاعر بيتاً لسواه، فيجعل صدره بعد ثلاثة أشطر يبدعها هو، ويجعلها ملائمة لوزنه
وقافيته، أي يجعله خامساً وقفلاً، من ثم.. لمقطع شعري يتكون من شطري البيت، الأصل
والأشطار الثلاثة التي أبدعها لتضاف له، فيحصل من ذلك على خمسة أشطار، ومن هنا
جاءت التسمية بـ(التخميس).. فإذا كانت الأشطار المضافة لشطري البيت الأصل أربعاً
كان ذاك تسديساً، وإن كانت خمساً كان تسبيعاً، وهكذا.